محيط / سهير عثمان :
لايتوقف الحديث عن انتشار فيروس انفلونزا الطيور في شتى انحاء العالم ، ولا تتوقف التحذيرات التي تطلقها يوميا منظمة الصحة العالمية ، في محاولة لاتخاذ اجراءات للحد من انتشار هذا المرض ، وفي هذا الصدد حذرت منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة " الفاو" ، من خطورة تواجد القطط في المناطق المصابة بفيروس انفلونزا الطيور القاتل ، لانها يمكن ان تلتقط الفيروس وتنشر المرض .
وقالت الفاو أنه يجب ابقاء القطط داخل المنازل في مناطق المزارع المصابة بالفيروس ، فيما تشير دلائل من اندونيسيا ودول أخرى إلى أن القطط يمكن ان تصاب بالعدوى من تناول دواجن أو طيور برية مصابة بالمرض.
وطبقا لما ذكره موقع الـ CNN ، يخشي الباحثون من أن تصبح القطط عائلا للفيروس بحيث يتحور داخلها الى شكل ربما يسبب وباء بين البشر.
وأوضح الكسندر مولر مساعد المدير العام لمنظمة الفاو أن نمو الفيروس في القطط يمكن ان يساعد فيروس H5N1 على التحور الى نوع شديد العدوى قد يفجر وباء للانفلونزا .
ووفقاً لبيانات سابقة صادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإنه تم بالفعل تسجيل عدة حالات، انتقل فيها الفيروس المسبب لمرض أنفلونزا الطيور، إلى عدد من القطط، في تايلاند والعراق وروسيا والاتحاد الأوروبي وتركيا.
بؤرة في تركيا
========
أعلنت وزارة وزارة الزراعة التركية أول أمس، اكتشاف بؤرة جديدة لمرض أنفلونزا الطيور، في جنوب شرق البلاد، وهي نفس المنطقة التي شهدت وفاة أربعة أطفال نتيجة المرض، قبل نحو عام.
وقالت الوزارة في بيان إن الفيروس اكتشف في إحدى القرى بإقليم "باتمان"، مشيرة إلى أنها تعتقد أن طيوراً برية نشرت المرض بين طيور داجنة في المنطقة.
يشار إلي إنه لا توجد دلائل على انتشار المرض بين السكان، حيث تم فرض إجراءات الحجر الصحي على المنطقة التي ظهر فيها المرض، كما تم البدء في إعدام آلاف الطيور بالمنطقة.
وأعدمت تركيا ما يزيد على 1.3 مليون طائر العام الماضي، ضمن جهودها لوقف انتشار المرض.
جهود بحثية ناجحة
==========
توصل فريق أمريكي إلى فك لغز الطريقة التي يتعرف بها فيروس "H5N1 "على الخلايا البشرية، لمنع الفيروس من النفاذ إلى الجسد البشري.
وأشار البروفيسور يوشيرو كاوا ووكا من جامعة ويسكنسون، إلى أن هناك عدة اختلافات بين فيروس عام 1997 والفيروس الذي نحن في صدد تحليله اليوم.
وأوضح ووكا أن هذا الفيروس ما زال يحتاج إلى عدة انتقالات حتى يتكيف كلياً مع النظام البشري، وببساطة ما زال يفتقر الفيروس إلى القدرة على أن يصبح فيروسا بشرياً، لذا يبقى أمام فريق البحث العلمي تحديد المدة التي ربما يستغرقها تحول الفيروس الجيني حتى يصبح بشرياً.
وقد أوضحت الدراسات أن السلالة الفتاكة من فيروس "H5N1" المسبب لمرض أنفلونزا الطيور القاتل تتكاثر في جسم الإنسان بصورة أكثر ضراوة من فيروس الأنفلونزا البشري العادي.
وأشارت الدراسة إلى أن هذا الفيروس كان موجوداً في الدورة الدموية للعديد من المرضي الذين تسبب في قتلهم مما يعني أنه يمكن أن يكون قد انتشر في أجزاء أخرى من الجسم.
ومن جانبه، أضاف مينو دي جونج الباحث الرئيسي في هذه الدراسة أن الهجوم الفيروسي المكثف أثار ردود فعل عكسية مبالغ فيها من جانب خلايا الجهاز المناعي للجسم دفعتها لإنتاج منخفض من البروتينات التي تعرف باسم "سيتوكين" منخفضة الوزن الجزيئي والتى تقوم بمحاربة الكائنات الدقيقة الدخيلة مثل البكتيريا والفيروسات.
وأبرز دي جونج أنه خلال الإصابة بفيروس أنفلونزا الطيور يكون رد فعل السيتوكين مكثف جداً حيث يريد التخلص من هذه الأجسام الغريبة لكن ارتفاع نسبة هذا البروتين يمكن أن تدمر الجسم حيث يمكن أن تهاجم خلايا الجسم وأعضاءه.
وأوضح دي جونج أن نسبة السيتوكين أعلى بكثير في أجسام مرضى أنفلونزا الطيور من المصابين بالأنفلونزا العادية، وأعلي نسبة تم تسجيلها في أجسام الأشخاص الذين قتلهم فيروس"H5N1".
وقد قام باحثون أمريكيون من خلال تجربة في مختبرات سرية حول دمج أنفلونزا الطيور مع سلالة شائعة من الأنفلونزا البشرية تهدف إلى التوصل إلى تحور جديد، بالتأكيد على أن الأمر بأكمله لم يؤد إلى ظهور فيروس شديد العدوى، الأمر الذي يفترض صعوبة تحور فيروس أنفلونزا الطيور نحو نوع جديد.
وضمن سياق التجربة تم إجراء اختبارات لنوع من القوارض يسمى "ابن مقرض" يهدف لإحداث عدوي لها بفيروس مهندس وراثياً من فيروس أنفلونزا الطيور "إتش 5 إن 1"، إلا أن العدوى لم تنتشر إلى الحيوانات المماثلة التي وضعت في اقفاص قريبة منها.
وعلى الرغم من أن الدكتورة أنا موسكونا الباحثة في الأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة كورنيل، تعلق على التجربة قائلة: "حقيقة أن تبادل جين بسيط بآخر لم يؤد إلى ظهور فيروس مهول، تبدو أمراً يبعث على الاطمئنان".
إلا أن الدكتورة جولي غيربردنج مديرة مراكز مراقبة الأمراض والوقاية، تقف على النقيض منها حيث تقول: "هذه النتائج لا تعني أن فيروس "إتش 5 أن 1" لا يمكنه التطور نحو سلالة شديدة العدوى، بل تعني أن التحولات الجينية أكثر تعقيداً من تبادل وحيد في الجينات".
اكتشاف لقاح يحمي من سلالةH5N1
====================
اكتشف علماء لقاح جديد لهذا المرض، حيث أظهرت التجارب أنه يحمي الفئران من سلالة "اتش5ان1" القاتلة.
ومن جهته، أفاد الباحث سورياراكاش سامبهارا من المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية، بأن اللقاح يمكن صناعته بشكل أسرع من اللقاحات المألوفة وبجرعات تكفي لحماية الناس عند وقت الخطر.
ويتميز اللقاح الجديد بأنه فعال أيضاً ضد السلالات الجديدة من فيروس أنفلونزا الطيور ولا يحتاج إلى أي مواد إضافية لتعزيز استجابة جهاز المناعة.
وقد وضع العلماء برنامجاً للتصدى لأنفلوانزا الطيور، ودراسة تطور فيروساتها، وتقييم انتشارها، وأولها وجود سلالة H5N1 شديدة العدوى فى الطيور المهاجرة.
مصل أندونيسي جديد
===========
طورت اندونيسيا مصلاً للبشر ضد أنفلونزا الطيور ، ما زال فى مراحله التجريبية المبكرة.
وأشار بايو كريسنامورثى رئيس اللجنة الوطنية لأنفلونزا الطيور، إلى أن هذا المصل سيستخدم للبشر من خلال السلالة الأندونيسية من فيروس "اتش5ان1"و لكنه مازال فى طور التجارب المعملية.
وأوضح باسكاه سوزيتا وزير التخطيط الأندونيسى، أن مرض أنفلونزا الطيور كارثة قومية فى أعقاب تفشيه مجدداً فى البلاد التى شهدت أعلى معدل وفيات بين البشر فى العالم بسبب هذا الفيروس القاتل.