Google تدرس شراكة تتيح لها عرض صور الفضاء
التلسكوب الجديد يرصد مجمل قبة السماء كل ثلاث ليالي
نيويورك، الولايات المتحدة (CNN)-- كشفت شركة Google، صاحبة محرك البحث الإلكتروني الأشهر، نيتها بناء شراكة تقنيه مع مجموعة من العلماء الذين يعدون العدة لبناء تلسكوب مسحي عملاق لدراسة الفضاء، بشكل يؤمن لمتصفحي شبكة الانترنت استخدام هذا التلسكوب لمشاهدة صور مباشرة للكواكب والنجوم والمجرات.
وفي هذا السياق، أبدى الدكتور دونالد سويني، مدير مشروع "تلسكوب المسح الاستطلاعي الشامل" حماسه الشديد للفكرة، آملاً أن تضمن الشركة نافذة خاصة للجمهور للاطلاع على هذا المشروع العالمي الرائد.
كما أبدى مهندسو التلسكوب رغبة أكيدة في توطيد أواصر الشراكة مع غوغل، لافتين إلى الدور التقني الكبير الذي قد تلعبه الشركة، عبر المساهمة بربط المشروع بسائر مراكز البحث العلمي العالمية.
وأشاد المراقبون بالمكاسب الكبيرة التي سيحققها الطرفان على كل المستويات، خاصة في ظل القدرات الكبيرة للتلسكوب الجديد.
يذكر أن هذا التلسكوب، الذي يبلغ قطر عدسته 8.4 أمتار، سيبدأ العمل فعلياً عام 2013، من على قمة أحد أعلى جبال التشيلي في أمريكا الجنوبية، وقد صمم خصيصاً لـ "مسح" الفضاء عبر التركيز على نقطة معينة لمدة 15 ثانية، قبل الانتقال إلى أخرى، بشكل يضمن له تغطية مجمل قبة السماء كل ثلاث ليالي.
ويعقد العلماء آمالاً عريضة على هذا التلسكوب لرصد المذنبات القريبة من الأرض، كما لرؤية الانفجارات النجمية البعيدة، على أن الدور الأبرز الذي سيناط به، سيكون دراسة ما يعرف بـ "الطاقة السوداء" التي يعتقد أنها مسؤولة عن تزخيم توسع الكون.
ومن المرجح أن تساهم خطوة Google، في جذب الانتباه نحو هذا المشروع الرائد عالمياً، والمساهمة في تغطية الكلفة المالية الهائلة اللازمة لبنائه، والتي تتجاوز 350 مليون دولاراً وفقاً للأسوشيتد برس.
وكانت بعض الدعوات قد حضت على الموافقة على عرض Google، بغية جعل المشروع "تلسكوب للشعب" عوض حصره ببعض العلماء، مطالبة بالاستفادة من تجربة تلسكوب هابل، الذي جذب انتباه مئات الملايين من الناس حول العالم، بعدما عرضت الصور الأولى التي أرسلها من الفضاء.
ومن المنتظر أن تؤكد Google عرضها بشكل نهائي في الأيام المقبلة، بعدما يستوفي المعنيون فيها دراسة الجدوى الاقتصادية الممكنة للمشروع، علماً أن الشركة لن تساهم في تمويل بناء التلسكوب بشكل مباشر.
وقد علق الناطق باسم شركة البرمجيات العملاقة على هذا الموضوع بالقول: "لا اعتقد أننا دخلنا هذه الشراكة دون أن نعرف كم ستكسبنا مساهمتنا من أموال."
يشار إلى أن Google، التي تمتلك أحد أشهر محركات البحث على شبكة الانترنت، تقدم حالياً على موقعها خدمة الخرائط المفصلة للأرض والقمر والمريخ، وستكون معطيات التلسكوب الجديد، إضافية نوعية لها. في حين ستساهم الشركة في تحليل معطيات التلسكوب الهائلة، التي تتجاوز 30 تيرابت في الليلة الواحدة.